السؤال :
10 - س 520 - في حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين والذي نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن الاتيان الى المسجد لمن اكل الثوم والبصل فيه انه قال لصاحبه: كل فاني اناجي من لا تناجي. هل يؤخذ من هذا مشروعية الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام في العادات اذ لو كان غير مشروع لنهاه عن ذلك دون تعليل بانه يناجي من لا يناجي؟ ام يكون الحديث حجة لمن يفرق بين العادات والعبادات من جهة ان امره بالأكل مضمن للنهي عن ترك الاكل بدون وجود تلك العلة فكانه قال له : لا يشرع الاقتداء بي في الظاهر مع المخالفة في الباطن ؟ وجزاكم الله خيرا
الإجابة :
ج 520 - العادات لا يشرع للمؤمن الاتباع فيها لأنها ليست من الدين ،
ولكن الواجب على المؤمن أن لا يخالف عادات قومه في لباس ونحوه لئلا يكون شهره ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يخالف عادات قومه في اللباس ونحوه ، ونهى عن لباس الشهرة .
فلو أن شخصا قال سألبس العمامه والازار والرداء اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بين قوم لا يلبسونها لكان مخطئا ويأثم بذلك لأنها لباس شهرة في ذلك البلد ، ولكن لو أحب المؤمن شيئا من الطعام ونحوه لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبه كقول انس رضي الله عنه " فما زلت يعجبني الدباء بعد " فإنه يثاب لاجل محبته للنبي صلى الله عليه وسلم لا لمجرد حبه للدباء .وهذا أمر دقيق قد لا ينتبه له كثير من الناس .
وأما حديث جابر وامتناع ذلك الرجل عن أكل الثوم والبصل فليس فيه دليل على الاقتداء في العادات .
لأن الثوم له رائحة كريهه وكذلك البصل فالرجل توقف عن أكله لذلك فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا حرج في أكله لأنه ليس بقرب صلاة ولا يناجي جبريل عليه السلام كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يناجيه .