السؤال :

4 - 352 - قرأت عن الأديان ب تجرد ولم أرى مثل الدين الإسلامي دين الحق والقلب والعقل ، والحمد لله أفعل أوامره وأجتنب نواهية ما أستطعت وأبحث عن الدليل وأستند إليه ، وأنا على قدر كبير من الذكاء ويشتغل عقلي دايم بالتفكير وتراودني شكوك في العقيدة واتصارع فكريا ، فأخشى على نفسي صحة ايماني فهل الشك يتنافى مع الإيمان، وأن من تلازمه بعض الشكوك ينفسخ عقد نكاحه ؟


الإجابة :

ج 352 - الشكوك اذا كانت خواطر عابره ولا تستقر في النفس ولا يعتقدها الانسان ولا يركن اليها بل يكرهها ولا يمكن أن يتكلم بها فهذه لا تضره لأنها من القاء الشيطان وحديث النفس المعفو عنه لعدم القدرة على التحكم بها ،
ولذا قال الصحابة رضي الله عنهم : أن أحدنا يجد في نفسه ما إن يخر من السماء أحب إليه من أن يتكلم به ، 
وفي رواية " لأن يكون حممه أي فحمه أحب إليه من ان يتكلم به " . 
فقال عليه الصلاة والسلام : " وقد وجدتموه ؟ قالوا نعم فقال : ذاك صريح الايمان "
لأنه ما كره التحدث به إلا لإيمانه بالله وبغضه لهذه الوساوس ، وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم : " الحمدلله الذي رد كيده إلى الوسوسة "
فإذا كنت كذلك كارها لهذه الشكوك والوساوس ولا تعتقدها ولا تتكلم بها فهذا دليل على ايمانك ولا تضرك إن شاء الله .
وعليك باتباع ماورد في الاحاديث الصحيحة في علاج هذه الوساوس ومنها :
1 – أن تتفل عن يسارك ثلاث مرات وتستعيذ بالله من الشيطان 
2 – تقرأ " الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد "
3 – تقرأ " هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم "
اذا كانت الشكوك في وجود الخالق عز وجل كما في الحديث " يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته " أي يقطع التفكير في هذه الأمور ويقرأ ما سبق من الآيات لترسيخ إيمانه بالله عز وجل .
وعموما يا أخي دين الإسلام كالشمس في رابعة النهار لا يشك فيه إلا من لا عقل له ولا دين ، فيستحيل أن رجلا عاقلا يقرأ القران ويفهمه بالجملة ولا يتبين له أنه كلام الله تعالى وأنه لا يشبه كلام البشر وأن الجن والإنس كلهم لو اجتمعوا على أن يأتوا بمثله أو عشر سور أو حتى سورة واحدة ولو قصيرة لم يستطيعوا الي ذلك سبيلا .
فمن من البشر على سبيل المثال يستطيع أن يقول " نحن خلقناكم فلولا تصدقون "
من يستطيع من البشر أن يدعي أنه خلق الناس أو السماء والأرض أو الشمس أو القمر أو ينزل المطر ونحو ذلك مما القرآن مملوء منه .
قال عليه الصلاة والسلام : " تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك " 
وختاما اكثر من الدعاء العظيم الذي هو أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " 
ودعاء الاستفتاح العظيم : " اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون إهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك إنك تهدي من تشاء الي صراط مستقيم " 
وأسال الله أن يثبتني وإياك بالقول الثابت في الدنيا ة الآخرة .

مشاركة: